خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

لماذا يدعمون التطرف؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عماد عبدالرحمن

لطالما سمعنا الرواية الغربية عن محاربة التطرف والتشدد ونبذ الكراهية، وفي فترة من الزمن كانت هذه المسألة سبباً رئيساً لإندلاع حروب طاحنة في المنطقة، تحت عنوان محاربة الارهاب والراديكالية والرجعية، والتي ما زالت تداعياتها ومآلاتها ملموسة رغم مضي سنوات طويلة على إنطلاقها.

اليوم، تتغير الأحوال والروايات ويصبح التماهي مع حكومة متطرفة مثل الحكومة الاسرائيلية الحالية علانية، مصدر فخر وإعتزاز لحكومات ودول غربية، لا بل الأدهى من ذلك، دعمها في المحافل القانونية الدولية والدفاع عن ظلمها وجبروتها وإرهابها، الذي ترتكبه ضد المواطنين المدنيين العزل في فلسطين، علماً أن غالبية ضحايا الحرب الحالية ضد الفلسطينيين من النساء والأطفال، وبنسبة 70 بالمئة من الضحايا، وهذه الفئات سمعنا الكثير من القواعد والقوانين من الغرب عن وسائل دعمها وتمكينها لدرجة أن مراكز المجتمع المدني إعتاشت على برامجها وورش العمل ومؤتمراتها على مدى 40 عاما الماضية.

أمام ما يحدث من تكشف لحقيقة المواقف والسياسات المُنتهجة، والخديعة الكبرى التي أطلقوا عليها عملية السلام في المنطقة، باعتراف نتنياهو الذي يتفاخر (أنه عمل طوال السنوات الماضية على منع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة) تثار تساؤلات كثيرة عن حقيقة الإنحياز للتطرف وإرهاب الحكومات؟ وعدم القدرة على التمييز بين سياسات الدول وأمزجة الشعوب؟ وهل يعتبر التحريض على العنف وتأييد الإرهاب ضد المدنيين مسموحاً في حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أم أن الفكرة أتت أساساً من نهج مدروس وتمايز واضح في التعامل مع الصراعات حول العالم (الحالة الأوكرانية) على سبيل المثال لا الحصر؟.

في حقيقة الأمر، لا تبدو الصورة أوضح لدى العالم أكثر مما هي عليه في هذه الأيام، وهي إحدى أهم نتائج الحرب على غزة، فقد أزيلت الأقنعة وتكشفت الحقائق، إذ لم يعد دعم النوعة الفاشية للحكومة في تل أبيب أمراً مخجلاً للبعض، كما لم يعد تجاهل أصوات الإعتدال ومناهضي التطرف حتى من الإسرائيليين أنفسهم أمراً مخجلاً أيضاً- لا بل محاربتهم وقمع أصواتهم–وإسرائيل التي تقف اليوم على صفيح ساخن بعد أن ضحت بمواطنيها، وتكشف زيف إدعاءاتها بقدسية الحياة والرغبة في العيش بسلام، لا تتردد في قتل أسراها من جنود ومدنيين في غزة، من أجل الحفاظ على هيبتها وصورتها أمام حلفائها أنها لا تزال قوية وقادرة على الصمود.

التفسير الوحيد لكل ما يجري داخل المجتمع الإسرائيلي المنقسم على نفسه أيضاً، هو عدم تردد ساستها في التضحية بمواطنيهم من أجل استمرار وديمومة بقاء الحكومة الأكثر تطرفاً، ودعم المستوطنين المتطرفين وتزويدهم بالسلاح والحماية في الضفة الغربية، وتمرير ما يصبوا إليه نتنياهو بإجراء تعديلات على التشريعات القضائية تمنع مساءلته ومحاكمته، ولذلك نتائج وخيمة على المجتمع الإسرائيلي الذي يُقاد حالياً الى الحرب والهلاك، فالحكومة الاسرائيلية ليس لديها سوى أجندة الحرب والتصعيد وتوسيع وقعة الصراع، ويغيب عن ذهنها الحديث عن مستقبل السلام والتعايش مع الفلسطينيين الذين لا يمكن إلغاء وجودهم مهما حاولوا من تشريد وتهجير وقتل وإبادة، وللأسف تجد هذه الحكومة الدعم والتأييد من قبل حكومات في الغرب، وهذا أمر له محاذيره في هذه الدول نفسها، والشعوب الحرة لديها ذاكرة حية وتحاسب بطريقتها كل من يخدعها أو يقف ضد إرادتها.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF